تقرير العرض الصحي التربوي الذي قدمه الدكتور الصيدلاني بالثانوية التأهيلية للا عودة السعدية
تقرير العرض الصحي التربوي الذي قدمه الدكتور الصيدلاني
خالد الباجي بالثانوية التأهيلية للاعودة السعدية – مراكش
الثلاثاء 04 يناير 2011
" سرطان الثدي و عنق الرحم "
احتضنت قاعة الأنشطة التربوية الاجتماعية بالثانوية التأهيلية للاعودة السعدية يومه الثلاثاء 04 يناير 2011، عرضا تربويا صحيا، ألقاه الدكتور الصيدلاني خالد الباجي، في موضوع سرطان الثدي و عنق الرحم؛ و قد تم اختيار هذا الموضوع لاعتبار الثانوية غير مختلطة؛ إنها بصيغة الأنثى ( التلميذات ).
قبل انطلاق العرض، ألقى السيد مدير الثانوية الأستاذ الرشيد حسوان كلمة ترحيبية بضيف المؤسسة ( الدكتور خالد )، و أشار في كلمته، إلى سابق معرفته بالدكتور خالد، الذي لا يكل و لا يمل من إيصال معلوماته و معارف القيمة التي لا يبخل بها، أبدا، على عموم المغاربة و مجتمع المدرسة العمومية خصوصا، و أن تلك كانت حاله منذ تعرف عليه من حوالي تسع سنوات تقريبا.
بعد ذلك أخذ الدكتور خالد الكلمة، و عبر في بدايتها عن اعتزازه بتواجده بثانوية للاعودة السعدية، و عن امتنانه بالدعوة التي تلقاه من أطرها، و لأنه سعيد بها، يقف اليوم هنا.
و قبل انطلاق العرض، أشار الدكتور خالد، إلى أن غاية حضوره اليوم و وقوفه أمام تلميذات الثانوية التأهيلية للاعودة السعدية، توعوية بالدرجة الأولى لأن مرض السرطان من الأمراض التي يجب الوعي به و بخطورته، و كلما تسلح المرء بالوعي استطاع الصمود، بل و الشفاء أيضا ( في حال اكتشاف المرض في مراحله الأولى ) و التصدي له.
و قد قسم الدكتور خالد عرضه إلى ثلاثة أقسام هي:
à السرطان نبذة عامة
à سرطان الثدي
à سرطان عنق الرحم.
ثم ضمن كل قسم من هذه الأقسام الثلاثة، نقطا صغرى؛ منها:
¶ تعريف السرطان: و قد أشار فيه إلى أنه مرض قديم جدا على عكس ما يتصور البعض، إذ تم اكتشافه في بقايا بعض الدينصورات، التي انقرضت قبل ( 80 ) مليون سنة، و أن أول الكتابات التي تحدثت عن الأورام ترجع إلى 3500 سنة، و أن أول طبيب أعطى وصفة لمرض السرطان عاش ( 400 سنة ) قبل الميلاد...
و السرطان مرض لا يعترف بقانون التكاثر؛ فالخلية السرطانية تتكاثر بطريقة غير قانونية. و قد استفاض الدكتور خالد في حديثه عن الخلية من حيث تكوينها، و شكلها،وتكاثرها (الحمض النووي...)
و قد توالت تعريفات السرطان دون أن يعطى المرض أهمية كبرى، كما هو عليه الحال اليوم.
و منذ القرن 18 بدأت الأمور بخصوص السرطان تتضح أكثر فأكثر، و قد رُبط أولا بثلاثة أمور هي:
à أسباب مهنية ( المناجم ). ( تنظيف المداخن ).
à اختلال في الأنسجة
à انتشار المرض بشكل غير معدٍ.
و قد لعبت بعض الاكتشافات دورا كبيرا في التعرف على المرض بشكل أدق، و تمت الإشارة هنا إلى اختراع المجهر ثم الأشعة السينية.
و في استرساله في تعريف مرض السرطان، أشار الدكتور خالد، إلى أنه مرض يهم الجينات
هناك جينات محدثة للسرطان <<< إذا ثم تفعيلها
هناك جينات مضادة للسرطان <<< إذا تم إبطالها
التفعيل والإبطال يتم عبر وقوع طفرات
، وبيَّن هنا أنه لو عمَّرَ إنسان طويلا جدا، لأصيب بالسرطان، حتما. و قد فتح الدكتور خالد عند هذه النقطة قوسا أشار فيه إلى الحكمة الربانية التي جعلت الموت نهاية كل مخلوق.
و في حديثه الشيق و المفيد عن الجينات، ذكر الدكتور خالد بأن الخلية السرطانية تتسم بمجموعة من الخصائص، منها:
à الأبدية.
à تغير في الشكل.
à الاتجاه في تكوين تجمعات خلوية.
à فقدان التأثير التثبيطي للخلايا الجارة.
¶ أما عن سبب الإصابة بالسرطان فقد حدده الدكتور خالد الباجي في عدة أمور منها:
à بعض المواد الكيماوية: ( القطران – التدخين ).
à بعض الفيروسات، في حدود 15% من الإصابات.
à بعض البكتيريا...
لقد كان الدكتور خال الباجي في شروحه و توضيحات، و في إجاباته عن تساؤلات التلميذات دقيقا في تقديم المعلومة و حريصا على وصولها صحيحة إلى أفهامهن، لأنه كان بدوره يطرح عليهم الأسئلة ليتأكد من فهمهن الصحيح، و لأجل ذلك استعان الدكتور خالد بالشرح على السبورة، إضافة إلى عرض البويربوانت.
¶ تشخيص المرض: يستند تشخيص السرطان على المراحل التالية:
à الأشعة – التشريح – فحص عينة من الورم في المختبر – فحص الخلايا...
وقد أشار الدكتور خالد إلى أنه كلما كان التشخيص مبكرا كلما زادت فرص الشفاء.
و بعد التشخيص يأتي العلاج، الذي يكون في الغالب في مراكز متخصصة، خاصة بعد تقدم المرض. و يعتمد العلاج على :
à تشخيص المرض بدقة.
à معرفة نوعية السرطان.
à تقييم مدى تحمل المريض للعلاج.
و يكون العلاج بـــ:
à الجراحة، و قد يستأصل جزء من العضو المصاب.
à علاج كيميائي.
à الأشعة.
Ãعلاج هرموني.
à تقوية الجهاز المناعي.
الأمواج فوق الصوتية.
و قد وبين الدكتور خالد خاصية كل نوع من هذه العلاجات و ما تستند عليه، و من ذلك بعض الآثار الجانبية التي يتسبب فيها العلاج الكيميائي. و شدد على الدعم النفسي للمريض.
و حث الدكتور خالد، من باب الوقاية، على التغذية الصحيحة و المتوازنة ( خضراوات – فواكه، خاصة تلك الغنية بالألياف و مضادات الأكسدة )، و على الابتعاد نهائيا عن التدخين و الكحول، و قدر المستطاع عن اللحوم الحمراء.
و قبل أن يختم حديثه في هذه النقطة الأولى التي جاءت غنية بالمعلومات القيمة، و الدقيقة، عاد الدكتور خالد الباجي ليؤكد على أهمية التشخيص المبكر لمرض السرطان، حتى يُقْدَرَ على العلاج، و أشار إلى ضرورة الفحص السريري، و على الأشعة و التحاليل.
E سرطان الثدي: في مستهل حديثه عن سرطان الثدي أشار الدكتور خالد إلى أنه أول سرطان نسائي، إذ كان عدد الإصابات في سنة 2002، ( 11 ) مليون إصابة.
و يعتبر سرطان الثدي في المغرب أول مسبب للوفاة عند النساء البالغات بين ( 35 و 59 سنة ).
ثم أشار إلى أن 10/1 من النساء ستصاب بسرطان الثدي، و إلى أن هناك ( 3000 ) حالة مشخصة (فقط) ثلثها يتلقى العلاج.
بعد ذلك تحدث الدكتور خالد الباجي عن الأسباب الكامنة وراء الإصابة بالمرض، و منها:
à عامل الوراثة.
à سابقة مرضية شخصية.
à أورام سابقة.
à حدوث المرض قبل سن اليأس في المحيط العائلي.
و بدرجة أقل:
à ظهور دم الحيض لأول مرة قبل سن ( 12 سنة ).
à سن اليأس بعد ( 55 سنة ).
à عدم الإرضاع.
à عدم، أو التأخر في الإنجاب.
à السمنة بعد سن اليأس.
و قد استعان الدكتور خالد في حديثه عن سرطان الثدي بصور توضيحية، أما في طريقة التشخيص الفردية فقد استعان بفيديو باللغة الإنجليزية، تكفل بترجمة محتواه للتلميذات.
و عند حديثه عن طرق التشخيص و العلاج، قدم الدكتور خالد كثيرا من الأرقام و الإحصاءات.
و قبل أن ينهي حديثه عن سرطان الثدي، حث التلميذات على أن تقمن بالفحص الشخصي بصفة منتظمة، مرة في الشهر، و تحديدا بعد سبعة أيام إلى عشرة لعد الدورة الشهرية، مؤكد على الوضعيات الأربع، و عدم الاقتصار على أقل من ذلك.
E سرطان عنق الرحم: ثاني سرطان لدى النساء، و أولها في الدول النامية ( 500 ألف حالة جديدة – 250 ألف حالة وفاة )
83% من الحالات في الدول النامية تعد نهائية.
80% من الوفيات في الدول النامية.
أما أسباب المرض، فمردها إلى فيروس:
Ã( HPV 16 & 18 )، 2/3 من الحالات.
à ممارسة الجنس منذ سن مبكرة، ( أغلب الرجال يحملون الفيروس ).
à ممارسة الجنس مع شركاء متعددين، ( و قد أشار الدكتور خالد هنا إلى قيمتي الإخلاص و العفة ).
à التدخين.
Ãالسيدا.
à الشيخوخة.
à الفقر.
و قد استعان الدكتور خالد هنا أيضا ببعض الصور التوضيحية التي كانت تقرب الفكرة التي يتحدث عنها إلى الأفهام، و هو ما جعل التلميذات يستفسرن عن بعض تلك الحالات، للزيادة في الفهم.
¶ أما عن أعراض سرطان عنق الرحم فقد أشار الدكتور خالد إلـــى:
à النزيف.
à دم مع سيلان.
à آلام في المراحل النهائية.
و لتشخيص المرض يُعتمد علـــى:
à الفحص المباشر. ( طبيب أمراض النساء و التوليد ).
à فحص بالمنظار.
و يمكن أن نميز في المرض بين نوعين:
à النسيج المخاطي: ( 90% ).
à الغدد العنقية: ( 5% ).
أما العلاج فيكون بالجراحة لاستئصال الجزء المصاب. و عبر الأشعة؛ عبر الفرج أو من الخارج، و يمكن أن يلجأ إلى العلاج الكيميائي.
و هنا أيضا شدد الدكتور خالد الباجي على التشخيص المبكر للمرض،
و حث على إجراء تحليل وقائي مرة في السنة ابتداء من ( 18 ) سنة، و هو تحليل سهل و غير مؤلم؛ و قد بين الدكتور ذلك من خلال صور توضيحية. كما أشار إلى وجود لقاح، إلا أنه ما زال باهض الثمن ( 1200 درهم ).
و قبل أن يختم الدكتور خالد الباجي عرضه القيم، ألح على أن الوقاية و التشخيص المبكر في مرض السرطان مسألتان مهمتان في العلاج، لأنه كلما كان التشخيص مبكرا، أمكن العلاج، و إلا فإن الأوان يكون قد فات. و طالب التلميذ اللواتي حضرن العرض، بأن قمن بدورهن كاملا لأنهن أصبحن مسؤولات منذ هذه الساعة بنقل ما حصلن عليه من معلومات عن السرطان، و إشاعته في محيطهن الأسري، و لدى صديقاتهن.
و في النهاية عاد السيد المدير؛ الرشيد حسوان ليجدد الشكر للدكتور خالد الباجي على مجهوده الجبار في تقريب المعلومة الطبية الصحيحة من تلميذات المؤسسة، و امتنانا له قدم له باسم المؤسسة شهادة تقديرية، و سط تصفيقات الجميع الحاضرين.
تقرير: كمال أحود.